هل قتل الفيروس covid-19 العولمة؟.

14 أيار 2020

حتى قبل حدوث الوباء، كانت العولمة في وضع صعب، تضرر نظام التجارة المفتوح الذي هيمن على الاقتصاد العالمي لعقود بسبب الانهيار المالي والحرب التجارية الصينية الأمريكية.

وهي الآن تعاني من ضربة جسدية ثالثة في اثنتي عشرة سنة، حيث أغلقت عمليات الإغلاق والحظر الحدود وتعطلت التجارة، وانخفض عدد الركاب في مطارات العالم إلى الصفر وتراجع انتقال الصادرات بنسبة 90% وتوقفت سفن الشحن العملاقة والمصانع وخطوط الإنتاج والمصارف وكل قطاعات الاقتصاد والحياة، باستثناء الطعام.

والسؤال: هل مع إعادة فتح الاقتصادات، سيتعافى النشاط؟.

بالواقع، لا ينتظر او يتوقع محللو الاقتصاد عودة سريعة إلى عالم خالي من الحركة والتجارة الحرة، والمصيبة أن بعض القادة سيسوا الوباء وانسحب الأمر على السفر والهجرة والعلاقات الاجتماعية والإقنيات، ونحو الانعزال والتقوقع والاعتماد على الذات.

إن هذه النزعة الداخلية بالتقوقع ستضعف الانتعاش، وتترك الاقتصاد ضعيفاً وتنشر حالة عدم الاستقرار جيوسياسي.، وقد شهد العالم العديد من فترات التكامل سابقاً، لكن النظام التجاري الذي ظهر في التسعينيات ذهب إلى أبعد من أي وقت مضى، فقد أصبحت الصين مصنعاً عالمياً وفتحت الحدود أمام الناس والسلع ورأس المال والمعلومات.

وبعد انهيار بنك ليمان براذرز في عام 2008 انسحب الأمر على معظم البنوك والشركات متعددة الجنسيات، وترافق مع ركود التجارة والاستثمار الأجنبي وتراجع نسبتها إلى الناتج المحلي الإجمالي، وهي عملية أطلقت عليها المراقبون عليها اسم “تباطؤ التباطؤ”.

ثم جاءت الحروب التجارية التي شنتها واشنطن على بكين، وعند تلك اللحظة بدأ الفيروس كوفيد 19 بالانتشار لأول مرة في ووهان العام الماضي، وعاد معدل الرسوم الجمركية الأمريكية على الواردات إلى الارتفاع إلى أعلى مستوى له منذ عام 1993 وبدأت كل من أمريكا والصين في فصل صناعات التكنولوجيا بينهما.

السؤال المهم هنا: هل قتل الفيروس covid-19 العولمة؟.

كجواب أولي لقد تباطأ تدفق الناس والتجارة ورأس المال عبر العالم، وانعزل الكل، واختبؤا داخل غرف مغلقة، وبعد أن كنا أمام مشكلة “تباطؤ الاقتصاد” صرنا أمام مشكلة “تباطؤ التباطؤ”.

بتصرف عن الصحافة الأجنبية.

آخر الأخبار