“بنك سورية الدولي الإسلامي” و”مؤسسة وثيقة وطن” يوقعان مذكرة تعاون لجائزة “حكايتي” وتدوين تاريخ المصارف السورية
14 أيار 2020
وقع بنك سورية الدولي الإسلامي ومؤسسة وثيقة وطن مذكرة تفاهم تتضمن مشروعين، يتناول الأول “جائزة حكايتي ٢٠٢٠” لأفضل قصة واقعية قصيرة وستتولى المؤسسة الجانب الأدبي والبنك الجانب المالي، والثاني مشروع “توثيق تاريخ قطاع المصارف والمال في سورية” الذي سيتولى البنك تنفيذه.
ووقع المذكرة عن المؤسسة الدكتورة بثينة شعبان رئيسة مجلس أمناء المؤسسة وعن البنك بشار الست المدير التنفيذي للبنك وحضر التوقيع الدكتور حازم قرفول حاكم مصرف سورية المركزي ووائل بدين معاون وزير الشؤون الاجتماعية والعمل.
ووفقاً للمذكرة، سيقوم البنك بتقديم الدعم لجائزة حكايتي وتقوم المؤسسة بتدريب الأطر البشرية في البنك على كتابة التأريخ الشفوي تمهيداً لإطلاق مشروع “توثيق تاريخ قطاع المصارف والمال في سورية” الذي سيتولاه البنك بإشراف علمي من قبل “مؤسسة وثيقة وطن”.
وبهذه المناسبة، أكدت الدكتورة شعبان على عراقة وغنى سورية في مجالات عديدة يجهلها العالم بسبب عدم توفر الوثيقة الحية التي تُنشر وتُقرأ، موضحة أن عمليات التوثيق تعبر عن هويتنا، وللأسف عدونا منتبه لذلك ومنذ زمن، وهو يسرق حضارتنا وينتحل رموزها، ولدينا تحدياً سياسياً وأخلاقياً وتاريخياً للاهتمام بتوثيق هويتنا في جميع المجالات، سواء في قطاع المصارف أو الثقافة والفن والإبداع والبناء وحتى في المأكولات.
وأملت أن تكون المؤسسة عوناً لكل من يشاركها هذه الرؤية، موضحة أننا سعداء بالتعاون مع المصرف في مجال التوثيق، لأن هناك ثقافة يجب نشرها في أن التوثيق هو ضرورة وجزء من كل عمل، مهما كانت وجهته سواء فنية أو سياسية أو اقتصادية أوثقافية. ولدينا في وثيقة وطن استراتيجية عمل على مشاريع تغطي محاور عديدة ومنها توثيق الحرب على سورية وتوثيق روايات شخصيات متميزة وغيرها الكثير، بالإضافة إلى أننا نسعى لتشكيل مرجعية في التدريب على التأريخ الشفوي، والأطر البشرية الخبيرة والمتدربة المتطوعة لدى المؤسسة مؤمنة بإستراتيجيتها وتعشق عملها واختصاصها، ونتمنى أن تكون مذكرة التفاهم هذه خطوة أولى لخطوات لاحقة من الجميع.
وأكد الأستاذ بشار الست الرئيس التنفيذي لبنك سورية الدولي الإسلامي حرص البنك على ممارسة دوره المجتمعي، وبين الفائدة الكبيرة للتعاون مع وثيقة وطن وخاصةً في توثيق تاريخ القطاع المصرفي والمالي في سورية، ليتسنى للجميع التعرف على تاريخ هذا القطاع الاقتصادي السوري العريق وعلى مؤسساته وأشخاصه، والمراحل التي مر بها حتى وصلنا إلى ما نحن عليه، فالإنسان بشكل أو بآخر مرتبط بالتاريخ في جميع مجالات الحياة لأن التاريخ هو الأساس الذي انطلقت منه الحضارات وبدأت عملية التطور. وهذا ما دفعنا للتعاون مع مؤسسة وثيقة وطن لدعم هذا المشروع التوثيقي ودعم جائزة حكايتي.
وأشار الدكتور قرفول إلى أهمية مشاريع التأريخ الشفوي التي تتولاها مؤسسة وثيقة وطن التي تندرج في إطار الحفاظ على التاريخ وعلى الإرث الحضاري الشفوي والمادي على حد سواء ومقاومة التعدي على تراثنا، وعناية مؤسسة وثيقة وطن بتوثيق ذاكرة القامات والمؤسسات يضاف إلى البعد التوثيقي الوطني ليحفظ للأجيال القادمة وثائقنا وتاريخنا ولا يترك بذلك للآخر أن يطمس هذا التاريخ ولا أن يشوهه.
وأضاف أن القطاع المصرفي لديه مسؤولية اجتماعية إلى جانب المسؤولية المالية والاقتصادية، ويهتم بالمبادرات الصحية والتعليمية والاجتماعية في إطار دوره التنموي، ولا شك أن هذه المبادرة للتعاون بين مؤسسة وثيقة وطن ومصرف سورية الدولي الإسلامي تقع في هذا الإطار الذي يفتح المجال لتعاون موسع بين المؤسسات الوطنية للمشاركة في التنمية والحفاظ على تاريخ بلدنا.
وأكد معاون وزير الشؤون الاجتماعية والعمل أهمية هذا التعاون بين المؤسسة والبنك لأنه يمثل نوعاً جديداً من التعاون بين القطاعات في مجال معرفي لم يسبق أن عمل عليه أحد سابقاً، مبيناً أن المؤسسة أخذت على عاتقها هذا العمل البحثي المعرفي لتوثيق الذاكرة الجماعية السورية.
يشار إلى أن “وثيقة وطن” مؤسّسة وطنية غير حكوميّة وغير ربحيّة مرخصة منذ ٢٠١٦ تعنى بالتأريخ الشفوي من خلال توثيق وأرشفة الذاكرة الحية والروايات الشفوية، كما تعنى بنشر الوعي وتعزيز الخبرات الوطنية في هذا المضمار. يقوم عمل المؤسسة على إجراء مقابلات مسجلة مع الشهود وفق مناهج التأريخ الشفوي، ثم تخزن كنصوص وتتم فهرستها في قاعدة بيانات المؤسسة لتوضع بين أيدي الباحثين، وقد أطلقت المؤسسة في عام ٢٠١٩ مشروع جائزة حكايتي لأفضل قصة واقعية قصيرة الذي لقي إقبالاً ونجاحاً واسعين وأصبح تقليداً سنوياً، والمؤسسة حالياً بصدد إطلاق جائزة حكايتي ٢٠٢٠.
كما أن “بنك سورية الدولي الإسلامي” مصرف سوري خاص بدأ بمزاولة أعماله في عام ٢٠٠٧، ويبلغ عدد فروعه ومكاتبه ٢٧ فرعاً ومكتباً منتشرة في مختلف المناطق السورية، ووصل عدد متعامليه إلى أكثر من ٢٥٠ ألف متعامل في نهاية العام ٢٠١٩، ومن أهم غاياته توفير وتقديم الخدمات المصرفية وفق أحكام الشريعة الإسلامية وممارسة أعمال التمويل والاستثمار القائمة على غير أساس الفائدة في جميع صورها وأشكالها، والمساهمة في عملية التنمية بما فيها التنمية المجتمعية سواء من خلال تقديم الدعم أو المشاركة والتعاون في النشاطات المختلفة للمؤسسات المجتمعية والتي تنعكس إيجاباً على المجتمع.