معرض دمشق الدولي يوثق عودة الإنتاج للمصانع

استطاع معرض دمشق الدولي ومنذ الأيام الأولى توثيق حالة من الاستعراض الوطني الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والثقافي الذي يثبت قدرة التركيبة السورية على خلق الحياة بنبض لا يتوقف ولو “تحت الرماد”، وما شهدته المحاور الرئيسية والفرعية المؤدية إلى تلك الواحة العامرة في قلب الغوطة الشرقية من تدفق بشري غير مسبوق أوصل رسائل عالمية أقوى من آلات قتلهم ومكناتهم الإعلامية المدججة بالإرهاب ومفادها أن أبناء البلد قادرون على صياغة محجتهم الوطنية بالبوصلة التي يرغبون وينشدون بحس المحبة والسلام والجنوح إلى العمل البناء والإنتاج الذي يعمر مع إدارة الظهر لكل فعل مدمر.
تعطي صور ووقائع الميدان العسكري والأمني والسياسي واليوم الاقتصادي والاجتماعي والفني والثقافي مدلولات على جدارة العيش والاندفاع إلى كل ما يرتبط بالأمل والعمل، وفي حيثيات المعرض ويومياته بمشاركاته الكبيرة وحضوره الدولي والعربي الكثيف برهان على نصر السوريين وقدرتهم على نفض غبار الحرب بقوة الزراعة والصناعة والخدمات واستقطاب الدول والشعوب والشركات والمجموعات والتكتلات التجارية والصناعية الكبرى، لتلتقي على أرض دمشق في إعادة لتاريخ عريق وفتح لمستقبل جديد لا تقل فيه الصفقات والعقود والاتفاقيات بين الفرقاء أهمية عن الرصاصة التي توجه إلى الإرهاب البغيض.
عشرات الدول والشركات ومئات الوفود المشاركة وآلاف الشهود الذين أغلقوا الطرقات لتسجيل شهادتهم الوطنية.. ومعهم إعلام “البعث” وأخواتها الوطنية والمراسلين العرب والأجانب كلهم في التظاهرة الحدث الاستثناء، حيث تعيش فصولها وتنقل وترصد تفاعل الفعاليات والوفود والزائرين ليكون المقال على قدر مقام المعرض الأعرق..
الجالية السورية في أمريكا لـ”البعث”: انتصار مظفر لسورية
دمشق– علي حسون
عبّر وفد الجالية السورية في الولايات الأمريكية عن سعادته وإعجابه الكبيرين فيما شاهده على ساحة مدينة المعارض من إنجاز عظيم لمعرض دمشق الدولي، ولاسيما بعد 7 سنوات حرب دمرت البشر والحجر، معتبرين أن ما قدمته الحكومة السورية بالشراكة مع الفعاليات الصناعية والتجارية والسياحية إعجاز وليس إنجاز، خاصة أن حجم ومساحة المعرض من أجنحة وعروض وتسويق ومنتجات وصناعات يضاهي أكبر دول العالم وهي بحالة سلم لا حرب.
وفي تصريح خاص لـ”البعث” أكد نائب رئيس الوفد المغترب فؤاد نصري أن افتتاح معرض دمشق الدولي في هذا التوقيت أكبر دليل على انتصار سورية المظفر بشهادة أكثر من 43 دولة مشاركة، علماً أنه بعد الافتتاح هناك دول أخرى شعرت بالندم لعدم مشاركتها في هذا العام.
ولفت نصري إلى أن الشعب السوري أثبت للعالم أجمع أنه شعب حقيقي يعشق الحياة وينبض بالإصرار والعزم والإرادة فهذه الآلاف المؤلفة من الحشود التي قدمت لترفع راية النصر من خلال حضورها وتجوالها في أجنحة المعرض التي لمسنا جهوداً كبيرة من قبل القائمين عليها لإخراجها في أجمل حلة وأفضل صورة تعكس حقيقة هذا الشعب الصامد، موضحاً أنه على هامش زيارة المعرض قام الوفد بزيارة إلى دمشق القديمة، حيث حضر الوفد اجتماعاً لمهندسين في المديرية عن التراث الدمشقي والديكورات، ما ترك انطباعاً جيداً لدى أفراد الوفد عن الخبرات والأعمال في دمشق. وتوقع نصري مشاركة أغلب دول العالم في السنة القادمة بعد هذا النجاح الكبير الذي فاجأ الجميع ليؤكد أن السوريين يمرضون لكن لا يموتون فهم متأصلون في العراقة.
عند “الكهرباء” جديدها.. وقسم يعنى بالمواطن
دمشق– نجوى عيدة
يلاقي جناح وزارة الكهرباء في معرض دمشق الدولي إقبالاً لافتاً من المواطنين والزوار المحليين المتخصصين والعرب للوقوف على منجزات الوزارة و”رحلة الكهرباء” التي تم تصويرها عبر مجسمات تجسد مراحل توليد الطاقة الكهربائية من توليد ونقل وتوزيع مجسمات عن محطة تشرين الحرارية ومراجل وعنفة بخارية وغازية ومحولة إلى جانب مجسمات لعمال الكهرباء ومعدات السلامة والأمان.
وفي تصريح خاص لـ”البعث” بيّن الدكتور المهندس مظهر الحمو رئيس قسم الطاقات المتجدّدة في مركز بحوث الطاقة أن جناح الوزارة يتميز بما تم إنجازه على أيدي الخبرات المحلية دون الحاجة لخبرات وقطع أجنبية، حيث كان المركز– حسب الحمو– سباق لصنع جهاز للطاقة الشمسية غير متواجد في السوق المحلية وحتى الصينية، وهو عبارة عن محطة توليد منزلية بقطعة واحدة قابل للحمل ويحتوي الفولطات التي يحتاجها أي بيت (5 فولط، و12، 220 فولط) قادر على تشغيل كل الأدوات الكهربائية بحسب الحمولة، وإلى جانب عدم إغفال رضا المواطن وتخصيص قسم لخدمته عبر جناح يتلقى الشكاوى ويعمل على تسديد الفواتير، أشار الدكتور الحمو إلى رغبة الوزارة بإخراج كل ما يقوم به المركز وإظهاره للمواطنين كنماذج مصغرة يمكن اقتناءها في البيت واستخدامها كبديل عن الطاقة التقليدية لما لها من فائدة كالطباخ الشمسي والهاضم الحيوي وجهاز تتبع حركة الشمس الذي يستخدم في أي محطة توليد كهربائية، إضافة لجهاز تكييف يعتمد على أنصاف النواقل وبدون محرك أو صوت وبحمل 12 فولطاً، في وقت تم عرض اختراعات تطبيقية ونماذج لاختراعات تعتمد على الطاقات المتجددة من طاقة كهروضوئية وطاقة المياه والطاقة الحركية الكامنة، وكعربون وفاء من وزارة الكهرباء تم وضع لوحة في مدخل الجناح تضم عدداً من شهداء القطاع الذين قارب عددهم 500 ما بين جريح وشهيد ومفقود.
كل ما يلزم “روسياً” لدعم الزراعة السورية
دمشق– البعث
أمل وزير الزراعة المهندس أحمد القادري بأن يكون هناك تعاون مع الشركات الروسية في فترة إعادة الإعمار، ولاسيما أن لدى الوزارة برنامج عن إنتاج المحاصيل الزراعية والكميات المتاحة للتصدير.
وأكد القادري خلال لقائه الوفد الروسي أن مرحلة التعافي بدأت في سورية وبالتزامن مع انطلاقة الدورة 59 لمعرض دمشق الدولي. من جانبه أكد رئيس الوفد الروسي “الكسندر فيكتوروفيتش ابونوف” استعداد بلاده لتعميق وتعزيز التعاون مع الوزارة وتقديم كل ما يلزم لدفع قطاع الزراعة في سورية. وأضاف ابونوف: إن حجم التبادل التجاري بين سورية وروسيا يتطور في المجال الزراعي والثروة الحيوانية والتكنولوجيا الزراعية والآن تم تأسيس البيت التجاري السوري. ونحن قادرون على تفعيل هذا العمل بشكل جيد من أجل تحقيق التطور بأسرع مدة ممكنة.
حسم 30% من رسوم التسجيل و21 ألف طالب زائر
دمشق– فداء شاهين
يشهد معرض دمشق الدولي حركة إقبال كبيرة لطلبة الثانوية والجامعات الذين يتوافدون إلى جناح التعليم العالي للقاء الجامعات الحكومية والخاصة والمعاهد المتوسطة والعليا للتعرف على معدل المفاضلة والمزايا والمنح التي تقدم للطلبة.
مدير شركة مسارات للمعارض والمؤتمرات أنس ظبيان “الجهة المنظمة لجناح وزارة التعليم العالي” بيّن لـ”البعث” أن عدد الطلبة الذين زاروا جناح التعليم العالي يوم الجمعة فقط بلغ 21 ألف طالب وطالبة بهدف الاطلاع على العروض الخاصة التي تقدمها 42 جهة مشاركة جامعات، ومعاهد خاصة، وحكومية، وأخرى خارجية، منها جامعة لبنانية الجامعة العربية الدولية التي تضم جميع الاختصاصات عدا الطبيات ويوجد لها مكتب تسجيل في دمشق وبعدها ينتقل الطالب للدراسة في لبنان وأسعارها متقاربة من أسعار الجامعات الخاصة السورية، إضافة إلى مشاركات أخرى من قبل المعاهد لتعليم اللغات.
وأوضح ظبيان أن المعرض يتضمّن عروضاً خاصة وحسم 30% من قيمة التسجيل في الجامعات الخاصة، إضافة إلى المنح التدريبية المجانية “تقوية” لطلاب الاختصاص في الهندسات وغيرها الذين سيقومون بالتسجيل في هذه الاختصاصات، كما يوجد منح تشغيلية لتدريب الجهات المشاركة في المعرض وجميعها مجانية.
وأشار مدير مسارات إلى أن الجامعة الافتراضية السورية أطلقت في المعرض دبلوم تعلم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وتقوم حالياً بالتعريف به حيث يوجد تعاون مع روسيا في هذا الدبلوم.
دليل بدء التعافي الاقتصادي
دمشق– حياه عيسى
حرص الاتحاد العام لنقابات العمال للمشاركة بمعرض دمشق الدولي باعتباره تظاهرة اقتصادية ضخمة توثق بدء التعافي الاقتصادي، وأشار رئيس الاتحاد إلى أن مشاركتهم بجناح في المعرض تعتبر مساهمة لإنجاح تلك التظاهرة كونهم جهة إنتاجية، ولاسيما أنه تم إطلاق “الوحدة الإنتاجية الاقتصادية” لعرض منتجات من مختلف الألبسة العمالية كخطوة أولى لها في المعرض ليصار إلى تطويرها في مختلف الاتجاهات الخدمية للطبقة العاملة، إضافة إلى عرض المشغولات اليدوية للمرأة العاملة وتقديم لمحة عن الكثير من المشاريع الخدمية للاتحاد التي قام بها والتي يستعد لإطلاقها في المرحلة القادمة، مشيراً إلى الإقبال الشديد الذي يشهده الجناح من قبل الزوار، ولاسيما بعد الانطلاقة الجديدة للمعرض التي تعتبر نصراً حقيقياً لعودة الإنتاج وتعافي الاقتصاد الوطني من خلال العروض الإنتاجية الجديدة التي سيتم العمل على تطويرها والمباشرة بطرحها قريباً لخدمة الطبقة العاملة.

آخر الأخبار