تشكيل عناقيد إنتاجية وصفقات تجارية وعقود استثمارية.. تدفق رجال المال إلى “اقتصاديات المعرض الدسمة”.. ورهان على شراكات لا مكان فيها للخسارة

يوم جديد تنهمر فيه تجليات نهوض الدفة الاقتصادية من النافذة الأعرق في الشرق الأوسط.. وسفر آخر يضاف إلى مجلد الإنجاز الذي فرضته الإرادة الوطنية على جموع الأرض.. لتكون يوميات معرض دمشق الدولي حديث القاصي والداني ممن وجدوا في عودة التظاهرة ضالتهم المنشودة التي طالما انتظروها على جمر المزايا والمحفزات والفرص التي لا يدركها الاقتصاديون والتجار ورجال الأعمال إلا على هذه البقعة الجغرافية الاقتصادية حيث للاستثمار والتوظيف والتجارة مفاعيل تتأتى من عوامل طالما كانت سبباً اقتصادياً في إشعال فتيل الحرب على هذا البلد الأمين.

وما تدفّق رجال الأعمال والشركات وشخصيات المال والصناعة والتسويق إلى “الحاضنة والواحة الاقتصادية” إلا مناسبة لتشكيل عناقيد إنتاجية وصفقات تجارية وعقود استثمارية، يعلم بها العارفون من أين تؤكل كتف الربح والجدوى الحقيقية، ليكون المكسب الذي نقله أحد أدسم المشاركين الأجانب بالمعرض “أن شريك الماء لا يخسر” والماء هي الفرص السورية دون منازع؟.

على امتداد الجزء اليسير من مساحات المعرض أفرد المشاركون العرب والأجانب مساهماتهم وبضائعهم وعروضهم وخدماتهم ليكتنزوا منذ الساعات الأولى للمعرض نتائج جمة بالإقبال واللقاءات والمباحثات والمفاوضات التي سرعان ما تثمر حصاداً في خرج الضيف والمضيف معاً .

شركات دولية تخصصية متحمّسة وتتحدّى العقوبات
1
دمشق – فداء شاهين
أظهرت الشركات الدولية المشاركة في معرض دمشق الدولي ولاسيما من “الدول الصديقة” حماسة للبدء في ورشة الإعمار السورية، إذ لم يخفِ مستشار شركة ألتا الصناعية والتجارية التشيكية روبرت جاركوفيسكي عن “البعث” وجود مشاريع سابقة في سورية رغم العقوبات والحصار المفروضين على البلاد، وننتظر المشاركة والعمل في توفير المعدات الطبية والصناعية والبناء. في حين أوضح وكيل شركة سوفوكريم الروسية نضال محمد أحمد لـ”البعث” أن الشركة تعمل في سورية منذ عامين وتقوم بتجهيز وتصنيع المعدات الخاصة بالمطاحن والصوامع ومعامل الأعلاف وتقوم حالياً بتجهيز مطحنة تلكلخ للتشغيل بطاقة إنتاجية يومية 600 طن طحين يومياً على أن يتم تسليم المشروع نهاية عام 2017، علماً أن الجناح الروسي في المعرض يضم عدة شركات روسية تعمل في مجال النقل والغاز والنفط والكهرباء والسكاكر والحلويات.
وأشار مدير فرع مجموعة مبنا الإيرانية في سورية مرتضى كنجي إلى أن مبنا تضم 45 شركة إيرانية تعمل في مجال الكهرباء والنفط والغاز والسكك الحديدية، حيث ستجهز 5 عنفات في حلب باستطاعة 25 ميغاواط ومجموع استطاعتها 125 ميغاواط وسيتم تسليم المشروع خلال مدة أقل من سنة ونصف السنة. أما مشروع اللاذقية فسيكون باستطاعة 540 ميغاواط وخلال ستة أشهر وسيتم إجراء العقد والبدء بالتنفيذ.
ولفت ممثل الشركة القابضة للغزل والنسيج “المصرية” أحمد الأبيض لـ”البعث”، إلى أن الجناح المصري يضم 30 شركة حكومية وخاصة ويتضمن عروضاً كبيرة ومغرية لجميع المنتجات منها أجهزة كهربائية وملابس جاهزة وقطنية وغيرها. من جهته بيّن ممثل الجناح الصيني المهندس نبيل صروف أن الشركات الصينية المتخصصة في الإعمار والبناء بدأت تدخل إلى السوق السورية بعد تحسّن الوضع الأمني، إضافة إلى معامل الاسمنت والتشييد السريع والرخام والغرانيت..، وأوضحت المنسقة الإعلامية عن الجناح اللبناني زينة سعيد لـ”البعث” أن المعرض يشكل نقلة نوعية لسورية ويضم الجناح 23 شركة لبنانية بعنوان “من لبنان قادمون لإعادة إعمار سورية” منها متخصصون في مواد الإسمنت والدهان والكابلات الحديدية والكهربائية.
المزيد من المعارض المتخصصة طمعاً بالعقود
2
دمشق – بسام عمار
تمثلت المشاركة المصرية في المعرض وفق ما ذكره أحمد الأبيض –مدير الجناح- بثلاثين شركة متخصصة بمختلف الصناعات المهمة ولاسيما الكهربائية والغزل والنسيج، مشيراً إلى أن المشاركة المصرية لهذا العام تميّزت بالزخم الكبير للشركات المشاركة وحجمها الاقتصادي الكبير وقدرتها على إنجاز المشاريع الاستيراتيجية، واليوم هذه الشركات تتطلع إلى المشاركة في مرحلة إعادة الإعمار.
ووعد الأبيض خلال الفترة القادمة بإقامة معارض متخصصة في سورية لكل قطاع من الصناعات لإتاحة الفرصة للشركات المصرية للدخول إلى السوق السورية وتوقيع المزيد من العقود. في حين أكدت زينة سعيد المسؤولة الإعلامية في الجناح اللبناني أن شعار المشاركة (من لبنان قادمون لإعمار سورية) وأن عدد الشركات المشاركة وصل إلى /23/ شركة متخصصة في القطاع الإنشائي “مواد بناء وإسمنت ودهان”.
إيران والصين تسجّلان حضوراً في دعم الصناعات الدوائية
3
دمشق – حياه عيسى
تنشد المشاركات الصينية من وجودها في معرض دمشق الدولي توقيع اتفاقيات مشتركة سواء مع الحكومة أم القطاع الخاص لدعم الصناعات الدوائية بعد توقف معظم المعامل الدوائية السورية عن الإنتاج.
واعتبرت شركة “ايفن” المصنّعة للدواء مشاركتها لدعم إنتاج الأدوية في سورية ولتقديم معدات وأجهزة تعادل جودة الشركات الأوروبية، وبيّن الدكتور محمود قوصي ممثل الشركة الصينية أن المعرض فرصة لمساعدة المعامل على تأمين ما يلزم من الأدوية ولإعادة بناء الخارجة من الخدمة وإيجاد خطوط جديدة بالنوعية نفسها وبخدمات فنية ونوعية وبأسعار أرخص مما كانت تقدّمه الشركات الأوروبية، علماً أن هناك اتفاقية ما زالت قيد الدراسة بين شركة أيفن وتاميكو للإنتاج الدوائي.
وظهرت المشاركة الإيرانية الدوائية وفي التجهيزات الطبية من خلال الشركة الإيرانية الاتحادية “جالينوس” للأجهزة الطبية التي ترى مشاركتها في المعرض خطوة جديدة لدعم المشافي من خلال الاتفاقيات التي تم بعضها والآخر قيد التنفيذ. وكان لمجموعة سيناجين الإيرانية لصناعة الأدوية دور كبير من خلال اتفاقية العمل المشترك بين الحكومتين السورية والإيرانية “اتفاقية الخط الائتماني”، وبيّن مندوب الشركة في المعرض الدكتور عبد القادر الشبلي أن “سيناجين” تعدّ الشركة المورّدة لكل الأدوية النوعية من عام 2012 أي تغطي 80% من الأدوية النوعية والسرطانية.
قريباً.. رحى 5 مطاحن إيرانية تدور في سورية
4
دمشق – البعث
تميّز الجناح الإيراني بالمنتجات الغذائية والاستهلاكية التي تنتجها كبريات الشركات الإيرانية إلى جانب مشاريع الطاقات المتجددة والأدوات الكهربائية وغيرها من الاحتياجات المنزلية والصناعية، وبيّن سهام تقيان مدير مشاريع شركة آرت ماشين أثناء حديثه مع “البعث” مشاركة الشركة في المعرض وعقودها الموقعة مع شركة المطاحن في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، حيث كشف تقيان عن 5 مشاريع لإنشاء مطاحن في السويداء (أم الزيتون) والرقة ودرعا وحمص وحماة (سلحب) بطاقة إنتاجية تبلغ 1420 طناً باليوم بما يعادل إطعام 3 ملايين شخص يومياً في حال تم إنجاز المطاحن بشكل كامل، وأشار المهندس ماشين إلى مطحنة أم الزيتون في محافظة السويداء التي شارفت على الانتهاء حيث بلغت نسبة الأعمال 80% بطاقة إنتاجية تبلغ 300 طن يومياً، وأوضح مدير شركة آرت ماشين أن أنموذج المطاحن المعتمد ينجز لأول مرة في سورية على شكل هيكل معدني خارجي يغطى بمواد خاصة على خلاف المطاحن التقليدية الموجودة، أما الأيدي العاملة التي تنجز المشاريع فهي عمال ومهندسون سوريون وإيرانيون، مع إمكانية الاستغناء عن الخبرات الإيرانية في حال توفر نظيرتها السورية.
فتح الأذرع أمام السوريين للتعاقد
5
دمشق – نجوى عيدة
أبدت منظمة بيهين إيتكا الإيرانية استعدادها الكامل لإبرام عقود واتفاقيات مع شركاء سوريين لعرض المنتج الإيراني في السوق السورية ومثلها في إيران، ودعا المهندس حسن حسن بور المدير العام لشركة إيتكا في تصريح لـ”البعث” إلى زيارة إيتكا لمنحهم الوكالات الخاصة وكل التسهيلات المالية اللازمة بغية إيجاد صيغة لتبادل مالي وتجاري بين الطرفين ولاستقبال التجار السوريين في إيران، مبدياً استعداد المنظمة للمساهمة في المشاريع السياحية لجذب السياح الإيرانيين إلى البلد،  وأشار إلى 4 مباحثات جدية من بين عشرات العروض المقدمة التي طرحت للتعاقد مع وزارة الصناعة والتجارة والاقتصاد وقطاعات وشركات خاصة.
ما وثّقته “الإدارة المحلية والبيئة”؟!
6
دمشق – كنانة علي
حفلت مشاركة وزارة الإدارة المحلية والبيئة بتقديم عروض فيلمية عن الخدمات التي تقدّمها مراكز خدمة المواطنين وشركات النقل الداخلي ومديرية النظافة والمدن.
وأشار عبد الكريم إدريس مدير المصالح العقارية إلى أن الجناح شمل فعالية للمصالح العقارية للمرة الأولى توضح العمل المميز الذي تقوم به لجهة أتمتة جميع السجلات والوثائق الخاصة على مستوى القطر.‏‏ وتناول زياد بدور مدير شؤون البيئة الخدمات الرقابية على المياه والتحاليل للجهات الحكومية وغير الحكومية، بالتوازي مع استعراض مشاريع الطاقات المتجددة وعلى رأسها توليد الكهرباء على سطح مبنى وزارة الإدارة المحلية والحصول على الكهرباء اللازمة للآبار للحصول على المياه، كما توجد أنشطة توعوية تقوم بها الوزارة بالاشتراك مع الوحدات الإدارية ومديريات البيئة مع المجتمع الأهلي وطلاب المدارس ووزارة التربية لخلق جيل واعٍ وتعزيز مفهوم البيئة والحفاظ عليها.
ويتضمّن الجناح حيزاً خاصاً للمدن والمناطق الصناعية وعرضاً لمشروع (ماروتا سيتي) وهي المنطقة التنظيمية خلف الرازي المشروع 66، وبمناسبة الدورة 59 للمعرض أصدرت الوزارة عدداً خاصاً من نشرة وطن الياسمين.
استنفار المرور “نهاري ليلي” لتنظيم الإقبال
7
دمشق – علي حسون
ترك انتشار رجال قوى الأمن الداخلي مع عناصر المرور في كل أرجاء وشوارع مدينة المعارض حالة ارتياح عند المواطنين الزائرين للمعرض. حيث استنفرت عناصر فرع مرور ريف دمشق لتنظيم السير وضبط حركة المرور لتخفيف الضغط الحاصل نتيجة الزحف الجماهيري الذي شكّل حالة تفاؤل إيجابي لدى الجميع، وخاصة أن انطلاقة معرض دمشق الدولي والنجاح الكبير كتبت بالخط العريض سورية انتصرت. وحول عملية تنظيم السير والحركة المرورية أوضح رئيس فرع المرور في ريف دمشق العميد جهاد خوري أن عناصر الفرع تتوزع على كل الأماكن حيث يترأس كل دورية ضابط لتنظيم ومساعدة المواطنين، ولم يقتصر دورهم على تنظيم المرور بل هناك دور التعاون والتنسيق مع جميع الجهات المختصة من أجل وصول المواطن إلى المعرض بأسهل الطرق. العميد خوري الذي يوجد في أرض المعرض لفت في تصريح لـ”البعث” إلى أنه تم فتح مسارب جديدة وذلك من الجسر الرابع إلى الخامس وطريق السويداء نجها مع طريق قصر المؤتمرات ليكون بشكل دائري ما خفف الازدحام والدخول والخروج بشكل انسيابي مع تخصيص أكثر من مدخل ومخرج للزائرين.
ونوه العميد خوري بزيادة عدد الباصات إلى 120 باص نقل داخلياً ما ساعد في تخفيف الضغط مع وصول المواطنين إلى المعرض بأقل زمن؛ مشيراً إلى أنه تم تنظيم اصطفاف السيارات في الأماكن المخصصة حصراً والالتزام بالمكان بحيث لا يسبّب أي إعاقة لحركة السير.
وفود المعرض الفلاحية تتشبّث بأرض المزارع السوري
8
دمشق – بشير فرزان
زارت بعض الوفود الفلاحية المشاركة في معرض دمشق الدولي الاتحاد العام للفلاحين حيث التقى أحمد إبراهيم رئيس الاتحاد وفدَي فلسطين والجزائر، وأكد إبراهيم أن انعقاد معرض دمشق الدولي في هذه المرحلة وهذه المشاركة العالمية والعربية الواسعة تمثل رسالة سياسية واضحة بأن سورية ليست وحيدة في هذه الحرب كما يصوّر أعداؤها، وأن الشعوب الصديقة والعربية والقوى الفاعلة في الساحة العالمية وعلى صعيد الشارع العربي تقف مع سورية وتتفهم حقيقة الموقف السوري وأن ما يجري الآن هو حرب على سورية وليس حرباً في سورية من مجموعات إرهابية تقويها وتغذيها دول أصبحت معروفة للجميع.
وأضاف إبراهيم: إن صمود سورية بجيشها وقيادتها وشعبها في وجه الإرهاب وثباتهم في هذه الحرب التي يخوضونها أسقط المشروع التقسيمي الذي يستهدف الوجود والهوية العربية، فالشعب السوري يدافع عن الأمة العربية لأن المؤامرة تستهدف جميع الدول العربية البلد تلو الآخر، وانكسار المؤامرة على صخرة الصمود السورية حمى العرب جميعاً، وأن الدفاع عن سورية يعني الدفاع عن كامل الأمة العربية.
وأكد أنه رغم كل التحديات وضخامة الهجمة على بلدنا إلا أن الحياة استمرت حيث بقيت مؤسسات الدولة تؤدّي مهامها وبقي الفلاح السوري متشبّثاً بأرضه ومنتجاً لمقومات الصمود ومدافعاً عن بلده جنباً إلى جنب مع أبطال الجيش العربي السوري على كل الجبهات.
من جهتها أكدت الوفود الزائرة أنها جاءت إلى سورية في هذه الظروف الحساسة وفي ظل ما تشهده المنطقة من فوضى وتدمير لتحتفل مع الشعب السوري بانتصاره المحقق على الإرهاب وعلى المؤامرة التي استهدفت سورية بكل مكوناتها. وأكد أعضاء الوفدين لـ”البعث” أن الحقائق التي شاهدوها منذ وصولهم إلى الأرض السورية يثبت حجم التزييف والتضليل الذي مارسته الوسائل الإعلامية والتي شاركت في سفك الدماء السورية واعتبروا مشاركتهم بالمعرض خطوة أولى في مجال إعادة علاقات التعاون والتنسيق مع سورية، وأشاروا إلى عقد العديد من الاتفاقات في مجالات مختلفة.
تدريب عمّال متخصصين وتأمين فرص عمل
9
دمشق – البعث
تشارك الوحدة الاقتصادية التابعة للاتحاد العام لنقابات العمال في معرض دمشق الدولي. وقال المدير التنفيذي محمود شعبان إن مشاركة الجمعية تأتي في إطار دورها الوطني والاقتصادي من جهة وللأهمية الاقتصادية للمعرض على الصعيدين المحلي والخارجي من جهة أخرى، حيث إننا نهدف إلى المساهمة بتأمين جزء من حاجات السوق من الألبسة بمختلف أنواعها، وقد نجحنا إلى حدّ ما في هذا الأمر من خلال الكميات الكبيرة التي نطرحها في السوق من خلال صالاتنا الموجودة في عدة محافظات وبأسعار منافسة وبمواصفات عالية، ونأمل أن يكون لنا دور في مرحلة إعادة الإعمار المتعلقة بقطاع الألبسة والغزل اللذين تضرّرا كثيراً خلال الأعوام الماضية بسبب الحرب واليوم نتطلع إلى السوق الخارجية من خلال معرض دمشق الدولي من خلال توقيع عقود تصدير، ولاسيما أن الجمعية قادرة على الإنتاج بكميات كبيرة ومواصفات عالية الجودة، مؤكداً الدور الوطني المنوط بالشركات والجمعيات الخاصة لجهة دعم الاقتصاد الوطني، ولافتاً إلى أن الجمعية مستعدة لتدريب وتأهيل عمال متخصصين في صناعة الألبسة وتأمين فرص عمل لهم في مشاغلها.

آخر الأخبار