معرض “صنع في سورية” يغلق على عقود ضخمة مع مستوردين عرب وأجانب
1 آذار 2019
أغُلق معرض “صنع في سوريا” على نجاح كبير للصناعة السورية من خلال تواجد أكثر من 800 مستثمر عربي وأجنبي قدموا للمشاركة في فعالياته، وانتهوا إلى تثبيت عقود استيراد ضخمة أبرمت مع الشركات الوطنية السورية بشقيها العام والخاص، ليستمر تدفق البضائع السورية لأكثر من 107 دول شكل بعضها رأس الحربة العسكرية والإقتصادية في العدوان على سوريا.
شاسعة هي مساحة الأرض التي أقيم عليها معرض “صنع في دمشق” مساحة ربما هي بحجم الآمال التي علقت على هذا المعرض الذي نجح في تسويق المنتجات الصناعية السورية إلى العديد من بلدان العالم وبجودة استثنائية كالعادة ، لا تخطئ العين رؤية الأوروبيين والخليجيين فضلا عن دول الجوار وهم يتجولون في أرجائه وشعور الرضا يغلب على سلوكياتهم التي صرفت عقودا وازنة مع العديد من الشركات الوطنية السورية.
المنتج السوري منافس وبقوة
أمين سر اتحاد غرف التجارة السورية محمد حمشو أوضح أن اتحاد غرف التجارة وباقي الإتحادات في تعاون دائم وتشاركية كاملة ما بين القطاع الخاص والحكومة السورية “نحن نلتقي حاليا على تجفيف منابع التهريب والبديل عن التهريب هو الإنتاج وهو البديل أيضا عن الإستيراد وكما نشاهد اليوم فإن مصانع مهمة في قطاع النسيج تعمل ووجدنا بأن معظم الشركات السورية بدأت تفكر بالمصنوعات السورية كبديل نهائي عن المصنوعات الأجنبية وهذا هو الشيئ المطلوب لكي نروج لبضائعنا السورية والتي تعتبر من أفضل المنتجات من ناحية الجودة”.
محمد السواح رئيس اتحاد المصدرين السوريين بيّن لموقع العهد الإخباري أن المعرض قائم على 12000 متر مربع وقصده 800 جهة من 18 دولة ترغب بشراء البضائع السورية موضحا بأن رجال الأعمال العرب والأجانب لم يأتوا إلى سوريا للسيران أو للسياحة بل جاؤوا لإستيراد بضائع سورية “نحن شرحنا للحكومة أنه إذا كانت الدول المحيطة تأتي لتستورد من سوريا فليس من المعقول أن يكون هناك بضائع تهريب في السوق السورية من تركية أو حتى مجهولة الهوية “مضيفا بأنه “وفي الوقت نفسه نحن نرى صدى قرارات الحكومة الإيجابية كالسماح باستيراد المكنات المستعملة وكذلك القيام بحسم خمسون في المئة على المواد الأولية “ونحن كذلك أثبتنا للحكومة وللبلد في العموم أننا كصناعيين لا نخشى العقوبات سيما وأن وزير المالية وعدنا بتشريعات آخرى وبدعم وبقروض للصناعيين وبإعفاءات ، نحن نقوم بالتصدير لأكثر من 107 دولة في العالم و لدينا القطاع الغذائي قوي للغاية ، المواد الزراعية السورية مطلوبة لكل العالم بحكم ندرتها وجودتها كذلك”.
تركيا تشن حربها الإقتصادية على المنتج السوري
سامر الدبس رئيس مجلس إدارة غرفة صناعة دمشق كشف أن 300 شركة صناعية من جميع المحافظات ما عدا إدلب شاركت في هذا المعرض “ضربنا الأسواق التركية بالجودة والنوعية والسعر، السوق العراقية تتمنى وبسرعة أن ترجع البضائع السورية إلى أسواقها وهم ينتظرون بفارغ الصبر لتلك الدقيقة التي سيفتح فيها الطريق قريبا ” الدبس أكد أن الصناعي السوري مرادف للجيش العربي السوري والحلفاء والقوات الرديفة والأصدقاء الذين شاركوا جميعهم في هذا النصر فالصناعيون يعتبرون أنفسهم جيشا اقتصاديا في هذه الحرب الإقتصادية التي تشن على سوريا، “اليوم كلما استطعنا أن ننتج أكثر ونصدر أكثر يكون بإمكاننا أن نحافظ على سعر الدولار ونحن نقوم بتوعية تجارنا بأن لا يتطلعوا إلى الإستيراد بل يجب أن يتطلعوا إلى تصدير هذه المنتجات الرائعة التي وصلت إلى العالمية ” الدبس كشف أن العقوبات وبخاصة من الجانب الأوروبي تحاول التضييق على الصناعيين السوريين وخصوصا لجهة الحصول على المواد الأولية فضلا عن وجود مشاكل في موضوع التهريب “فهناك سلع وبضائع يكتب عليها صنع في سوريا في الوقت الذي تأتي فيه هذه البضائع من تركيا عن طريق سرمدا هذه كلها هواجسنا ولدينا مشاكل كذلك بالطرقات المقطعة ولكن الأمور تتحسن يوما عن يوم وهنالك معامل كثيرة حررها الجيش العربي السوري من رجس الإرهاب واليوم أعادت الإقلاع وهي تعمل أكثر من السابق فالمستقبل لنا لأننا لم نفقد الوقت في هذه الأزمة فخلال هذه السنوات الثماني التي مرت علينا ، إذا كان اختفى أحد الصناعيين وذهب إلى مصر أو إلى الإمارات أو إلى غيرها جاء في مقابل ذلك عشرة مكانه”.
عقود التصدير بالجملة
محمد زيزان عضو مجلس إدارة غرفة صناعة حلب كشف أن 300 مصنع كان مدمرا في حلب وعاد للإنتاج ،” في هذا المعرض استقدمنا 800 رجل أعمال من خارج القطر نحن طالبنا الوزير بمكافحة البضاعة التركية التي أغرقت البلد وضرب اسواق وخطوط التهريب بيد من حديد للقضاء على هذه الظاهرة ، فنحن تصدر لنا بضاعة تركية بسعر أقل من الكلفة من أجل القضاء على الصناعة الوطنية ومع ذلك نحن مصممون على عودة الإنتاج كما كان عليه وبشكل أفضل إن شاء الله “.
عضو مجلس إدارة غرفة صناعة حلب مجد ششمان أكد لموقع “العهد” الإخباري أن التهريب آفة تصيب عمل الصناعة الوطنية في الصميم والصناعيون فضلا عن المواطنين والإقتصاد هم أكثر المتضررين من آفة التهريب وهو خطوة لجأ إليها العدو على الحدود بإشعال الحرب الإقتصادية بعد فشله في الحرب العسكرية وتشغيل المعامل الواقفة الذي بدأ بالفعل هو أحد الردود القوية على الحرب الإقتصادية المشنة على سوريا “باعتبار أننا قادرون على صناعة منتج يضاهي ويتفوق على المنتج التركي وحتى الأوروبي” .
ششمان ذكر بأمجاد حلب التي لا تضاهى في مجال الصناعات النسيجية ،”نحن في حلب كنا من قبل الستينات نصدر إلى أوروبا وأقمشة الجوخ الحلبية معروفة في لندن وصناعات حلب النسيجية ضاربة في القدم وتعود لثلاثة آلاف عام قبل الميلاد ” وأضاف ششمان ” الحكومة السورية عاينت الضرر الذي نتعرض له وهي الآن تقوم بحملات كبيرة ضد التهريب ونحن نشاهد التحسن الكبير في السوق الداخلية بداية وهو الأمر الذي تبدى في عودة الصناعي السريعة إلى الجودة المطلوبة والآن جاءنا 800 رجل أعمال يقومون بتثبيت عقود جديدة ولدينا الكثير من الأرقام الجديدة والمشجعة في هذا السياق وهناك زملاء يستقدمون خطوط انتاج جديدة من أجل إعادة تطوير آلاتنا ومعاملنا”.
كان ضياء الخزعلي تاجر القطنيات القادم من بغداد يشد على يد شريكيه الدمشقيين حين وصلنا، سألناه عن شعوره فرد بابتسامة رضا قائلا: “وقعت عقودا كبيرة لتوريد الملبوسات السورية إلى العراق، البضاعة السورية تضاهي الأوروبية وأسعارها تخدمنا كعراقيين وهي مرغوبة هناك وهذا المعرض كان الفرصة الرائعة للخروج بهذه النتيجة الرائعة “.
الخزعلي تحدث لموقع “العهد” عن المستقبل فقال: “خلال سنوات الحرب لم نتوقف عن زيارة سورية وشراء البضائع السورية ، فالحال في المستقبل القريب والبعيد سيكون أحمل بكثير”.
موقع العهد