البروكار الدمشقي.. نسيج الملوك في معرض دمشق الدولي

اقترن اسم البروكار بمدينة دمشق منذ أكثر من ألف عام وينفرد بصناعته حرفيون مهرة، هو نسيج الملوك والمشاهير ويعد من أفخر أنواع الأقمشة والمنسوجات في العالم وتدخل في صناعته خيوط حريرية ممزوجة بخيوط الذهب والفضة.

البروكار ضيف دائم في معرض دمشق الدولي بحسب الحرفي محمد رنكوس الذي أصر على إحضار نول دمشقي يصل عمره إلى 200 عام إلى معرض دمشق الدولي لتعريف الزائرين بعراقة هذه الحرفة مبيناً أن نول البروكار يدخل لأول مرة إلى جناح مدينة المعارض الجديدة.

ولفت رنكوس إلى أن الرئيس السوري الأسبق شكري القوتلي أهدى عام 1947 ملكة بريطانيا اليزالبيث الثانية قطعة قماش من البروكار بمناسبة زفافها اعتبرتها الملكة أثمن هدية تلقتها بهذه المناسبة.

وتستوحى الرسومات المستخدمة في صناعة البروكار الدمشقي من طبيعة المكان مثل الوردة الشامية والجورية ووردة عمر الخيام والعاشق والمعشوق وورق العنب والبندق إضافة إلى الرسومات الهندسية مثل المثمن والاثني عشرة وأرابيسك والموزاييك وتختلف أنواعه باختلاف العناصر المستخدمة في صناعته إضافة للحرير وتختلف ألوانه حسب الأذواق والطلب كما تختلف بين ثقافة وأخرى فالألمان يميلون إلى اللون الأزرق والسويديون إلى الزهر الفاتح والأمريكان يفضلون الألوان الرمادية هذا ما أوضحه الحرفي رنكوس مستنداً إلى ما يطلبه الزبائن الذين يتعامل معهم.

رنكوس قال: “إن الحرفيين في سورية استوحوا رسومات من دول أخرى في صناعة البروكار فأخذوا من التراث الهندي رسمة الكشمير ومن الصيني رسمة المروحة والإيراني رسمة الخيال والإيطالي رسمة روميو وجوليت” معبراً عن أسفه لأنه يتم إنتاج قطعة البروكار الحالية من الحرير الصيني نظراً لعدم توافر المواد الأولية في سورية.

وتحتاج رسمة البروكار على النول القديم لوقت طويل وأغلب الإنتاج الحالي منه يتم من خلال النول الآلي لتغطية حاجة السوق علماً أن السائح الأجنبي يفضل النول القديم.

واستعرض رنكوس عدداً من الأمثال التي قيلت في هذه الحرفة لصعوبتها منها “كار الطاق ما بينطاق” وآخر يقول “ياباني حيط من خيط” و”كار المكوك حير الملوك”.

وتعتبر دمشق والبروكار اسمين متلازمين لا ينفصلان فاسمه التصق بدمشق وتراثها وتاريخها وملمسه ملمس دمشق وهو حي بحياتها وكلما ذكرت دمشق ذكر البروكار.

والحرفي رنكوس هو حرفي البروكار الوحيد الذي امتهن هذه الحرفة من خلال الدراسة فهو خريج الثانوية الصناعية ودرس ثلاث سنوات نسيج بعدها تخرج في المعهد المتوسط للصناعات النسيجية وهو اصغر حرفي يعمل في هذه المهنة وقال: إن “الذين يعملون على النول العربي في دمشق ثلاثة أشخاص فقط اثنان منهم أعمارهم فوق الستين”.

ومنذ عام 1995 باتت مهنة البروكار تدرس في المدارس والمعاهد لإنشاء جيل جديد قادر على تطوير هذه الحرفة والمحافظة عليها نظراً لعراقتها.

وكالة سانا للانباء

آخر الأخبار