تعرف على”فوتون” أكبر شركة تصدير سيارات صينية

 
لم يستغرب كل شاهد سيارة “فوتون” بأن تكون السيارة الرسمية التي خصصتها الحكومة الصينية لخدمة زعماء الدول المشاركين في عدد كبير من المؤتمرات والمناسبات الهامة التي استضافتها الصين خلال السنوات الماضية. حدث ذلك في أولمبياد بكين عام 2008، وفي قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) عام 2014، وفي الدورة الحادية عشرة لقمة مجموعة العشرين عام 2016.
 
“فوتون” العلامة التجارية الأكثر شهرة في الصين، فهي أكبر مجموعة لإنتاج وتسويق السيارات في السوق الصينية، تتجه نحو الخارج بخطى متسارعة. في عام 2016، صدرت المجموعة نحو 58 ألف سيارة، بزيادة بلغت نسبتها 9%، مقارنة مع العام السابق، لتحافظ على المركز الأول لصادرات شركات السيارات الصينية للعام الخامس على التوالي، برغم تراجع صادرات الصين من السيارات بنسبة 8%.
 
 
مبادرة”الحزام والطريق” أتاحت فرصة جديدة للشركة
يرى تشانغ روي، نائب رئيس مجموعة فوتون ومدير مكتب الشؤون الخارجية بها، أن مبادرة “الحزام والطريق” أتاحت فرصة جديدة لتطور فوتون في الخارج، موضحا أن الشركات الصينية التي تعمل في بناء منشآت البنية التحتية في الخارج تحتاج إلى كمية كبيرة من السيارات، مما يتيح فرصة كبيرة لمجموعة فوتون لبيع الآلات والمعدات، ولتصبح المجموعة نموذجا خارج الصين. المواصلات البرية والبحرية جناحان يحتضنان العالم في ظل مبادرة “الحزام والطريق”. تظهر بيانات وزارة النقل والمواصلات الصينية، أن الصين وقعت أكثر من مائة وثلاثين اتفاقية ثنائية وإقليمية في مجال النقل مع الدول الواقعة على طول “الحزام والطريق”، منذ طرح المبادرة قبل أكثر من ثلاث سنوات.

شاركت مجموعة فوتون في مشروعات بناء عديدة بالدول الواقعة على طول “الحزام والطريق”، ولديها خبرات وافرة في تقديم السيارات وخدمات النقل. ويعد مشروع سكة مومباسا- نيروبي الحديدية في كينيا، أكبر مشروع للسكك الحديدية نفذته الشركات الصينية في الخارج. وشركة فوتون هي أكبر شركة قدمت مركبات النقل والمركبات الهندسية في المشروع في ظل ظروف معقدة للإنشاء وضيق الوقت. وقد قامت مجموعة فوتون بتصميم قاعدة الدواليب وأنواع السيارات، وتغيير سعة خزان البنزين، حتى تكون ملائمة للسير في الطرق المحلية في كينيا.
 
ولضمان تنفيذ هذا المشروع، باعتبارها ضمن مبادرة “الحزام والطريق”، في الموعد المحدد، عمل كثير من خبراء مجموعة فوتون بالتناوب في مواقع المشروع. بعد اكتمال مشروع السكة الحديدية التي تربط بين ميناء مومباسا، أكبر ميناء في شرقي أفريقيا، ونيروبي عاصمة كينيا، سيقل وقت نقل الركاب والبضائع من أكثر من عشر ساعات إلى أربع ساعات تقريبا. إن بناء السكة الحديدية هذه التي يبلغ طولها أربعمائة وثمانين كيلومترا، كان مرتبطا بمنتجات وخدمات متنوعة من مجموعة فوتون.
 
طريق KKH، الذي يصل بين مدينة كاشي في منطقة شينجيانغ ومدينة تاكوت في شمالي باكستان، مشروع ناجح في المرحلة المبكرة للممر الاقتصادي بين الصين وباكستان. سوف يساهم مشروع المرور هذا في تحسين حركة المرور في الصين و باكستان كثيرا، ويعزز التنمية الاجتماعية والاقتصادية الصينية والباكستانية. تخدم مجموعة فوتون المشروع بصورة كاملة، حيث أرسلت فريقا محترفا لتدريب العاملين فيه، حتى قصر المدة التجريبية لتشغيل السيارات.

في شمالي أفريقيا، تتخذ فوتون من الجزائر نقطة انطلاق إلى الدول الخمس في شمالي القارة الأفريقية. وفي غربي أفريقيا، تقدم مجموعة فوتون الحلول المنهجية في صناعة النقل الثقيل للسنغال، لتحسين كفاءة النقل في دول غربي أفريقيا.
 
في الدول الواقعة على طول “الحزام والطريق”، أكملت مجموعة فوتون اثنين وعشرين مشروعا كبيرا، تغطي خمس عشرة دولة ومنطقة في أفريقيا وشرقي وجنوبي آسيا، وتزيد المبيعات على ألفي سيارة. حاليا، تركز المجموعة على 41 مشروعا، تحتاج إلى خمسة آلاف سيارة، تشمل المعدات وشاحنات ثقيلة.
 
سلسلة صناعية في العالم
 
مجموعة فوتون، التي تأسست في عام 1996، بلغ حجم إنتاجها ومبيعاتها حتى عام 2016 نحو ثمانية ملايين مركبة، تغطي 110 أسواق في العالم، وتصدر السيارات التجارية الصينية منذ ثلاث عشرة سنة. خلال الفترة من عام 2011 إلى عام 2015، استثمرت مجموعة فوتون ثلاثة وعشرين مليار يوان (الدولار الأمريكي يساوي 5ر6 يوانات) في إقامة خطوط إنتاج صناعية على مستوى العالم، بغرض الوصول بطاقة الإنتاج إلى مليون وسبعمائة وثلاثين ألف سيارة.
 
أقامت مجموعة فوتون مكتبا لأعمال الشؤون الخارجية منذ عام 2004، باعتبارها من أوائل المؤسسات الصينية التي تتطور في خارج الصين. يري تشانغ روي، أن التجارة البسيطة لا تستطيع النفاذ إلى الأسواق خارج الصين، ولا تحقيق زيادة مستقرة ومتواصلة للإنتاج. كما لا يمكنها أن تحقق ربحا مع المحليين إلا بدفع التصنيع المحلي وتنمية العمليات الإنتاجية. وقال إن فوتون تحولت من مؤسسة تجارية إلى مؤسسة تصنيع دولية كبيرة، وقد تشكلت لها قواعدة محلية للتصنيع بصورة أولية في الهند وتايلاند وروسيا، وتدفع نمو أسواقها خارج الصين على نحو متواصل.

خلال سنوات عديدة من التطور خارج الصين، شكلت مجموعة فوتون خمس قواعد إنتاج في العالم، تشمل البرازيل والهند وتايلاند وروسيا والصين، وأنشأت شركات للتسويق في أستراليا وإندونيسيا وفيتنام والجزائر وكينيا، وحققت تطورا كاملا للسيارات التجارية خارج الصين، وأقامت مصانع لقطع الغيار ((KD في أكثر من عشرين دولة، وبدأت في تشغيل أربعة وثلاثين مشروعا ( (KD، وأقامت مكاتب فرعية للابتكار في اليابان وألمانيا وغيرهما من الدول، لتلبية الطلب على السيارات أثناء بناء البنية الأساسية، في أسرع وقت.
 
يري تشانغ روي أن دول أفريقيا، وغيرها من دول العالم الثالث، هي الأرض الخصبة لتطور السيارات التجارية الصينية، بسبب انخفاض مستوى الاستهلاك المحلي وكثرة السيارات المستعملة من أوروبا والولايات المتحدة في السوق. السيارات الصينية المنخفضة السعر تقدم مزيدا من الاختيارات للمستهلكين، فضلا عن أن سيارات فوتون تتمتع بالميزات التنافسية الأكبر في التركيبات والخدمات وجودة المنتجات. أبرمت مجموعة فوتون مع صندوق تنمية وسط أفريقيا، اتفاق تعاون إستراتيجي لتطوير الأسواق الأفريقية بتمويل من الحكومة الصينية. وبموجب هذا الاتفاق، ستبني فوتون خمس مصانع في أفريقيا، وتصنع بعض الأجزاء فيها أيضا. تعتبر أمريكا اللاتينية سوقا إستراتيجية أخرى لسيارات مجموعة فوتون، إذ تمثل 25% من حصتها الخارجية، بالإضافة الى كولومبيا وتشيلي وبيرو والمكسيك، التي تعتبر كلها أسواقا هامة لسيارات مجموعة فوتون.
 
التنمية المحلية
 
إن نقص قطع الغيار وضعف الخدمات لسيارات فوتون يعدان عنق زجاجة لتطور السيارات الصينية خارج الصين منذ فترة طويلة. قال تشانغ روي، إن مجموعة فوتون أنشأت 1500 مخزن لقطع الغيار خارج الصين وحوالي ألفي شبكة خدمات. وأنشأت المجموعة مخزنين لقطع الغيار في تايلاند وروسيا، و سيتم خلال عام 2017 إنشاء ستة مراكز لقطع الغيار على مستوى العالم، وسيصل المبلغ الإجمالي لمخازن قطع الغيار خارج الصين إلى مائتي مليون دولار أمريكي.
 
من أجل مواصلة التطور خارج الصين ودفع توظيف المحليين وتنمية الصناعات الملحقة، تتمسك مجموعة فوتون بمبدأ التنمية المحلية، ويعد تصنيع قطع الغيار في خارج الصين من أهم ملامح هذا التوجه. الشاحنة الصغيرة التي يتم تصنيعها في البرازيل، تمثل نسبة المكونات المحلية فيها 65%، وفي الجزائر ذات الاقتصاد المتخلف نسبيا، تخطط مجموعة فوتون لرفع نسبة المكون المحلي إلى 40% تدريجيا بعد عام 2020، ومن المتوقع أن توفر هذه الخطوة أكثر من ألف فرصة عمل محلية.
 
“التنمية المحلية” تنقل التسويق والخدمات الصينية وغيرها إلى الأسواق المحلية. في تايلاند، أنجزت مجموعة فوتون خطة التصنيع المحلي والتسويق وغيرها من الأعمال التي تضمن إنتاج السيارات خلال سنتين ابتداء من عام 2015 . في السادس ديسمبر عام 2016، تم تصنيع أول شاحنة صغيرة في تايلاند، وفقا لمعايير الإنتاج للاتحاد الأوروبي، وسينفذ هذا الأسلوب الإنتاجي في المزيد من أنواع إنتاجها. إن مشروع فوتون في تايلاند، باعتباره مشروعا نموذجيا عالميا لمجموعة فوتون، قد حقق التصنيع المحلي والإدارة بصورة كاملة، وسوف تتطور منتجاته الرفيعة الجودة إلى ماليزيا وإندونيسيا وأستراليا، وغيرها من مناطق آسيا والمحيط الهادئ.
 
من المتوقع أن يصل حجم صادرات فوتون من السيارات في عام 2017 إلى سبعين ألف وحدة، وتقدم الضمان للنقل الآمن والأخضر لدول عديدة في العالم. ومن المتوقع أن تصل قدرتها الإنتاجية الإجمالية إلى مائتين واثنين وسبعين ألف وحدة بحلول عام 2020، سعيا لدخول أسواق الاتحاد الأوروبي.
 
المصدر: موقع الصين اليوم

آخر الأخبار