
وفد غرفة التجارة العربية النمساوية في زيارته لغرفة تجارة دمشق
استقبلت غرفة تجارة دمشق وفداً رفيع المستوى من غرفة التجارة العربية النمساوية، ضم كلاً من السيد لؤي نبيل الكزبري رئيس الغرفة، والسيد مضر خوجة أمينها العام، وكان في استقبالهم السيد محمد الحلاق نائب رئيس غرفة تجارة دمشق، والسيد إياد بطل عضو مكتب مجلس الإدارة، والسيد سامر قطب عضو مجلس الإدارة، والدكتور عامر خربطلي مدير الغرفة.
رحّب السيد محمد الحلاق بالوفد الزائر، مشيراً إلى أهمية هذه الزيارة التي وصفها الدكتور عامر خربطلي بأنها “الأهم منذ تحرير سوريا من النظام البائد”، مؤكدا أن غرفة تجارة دمشق تولي اهتماماً بالغاً بتعزيز التعاون مع الشركاء الاقتصاديين الدوليين والعرب، في إطار جهودها لدعم الاقتصاد الوطني.
من جانبه، أعرب السيد لؤي الكزبري عن سعادته بزيارة دمشق بعد غياب طويل، مشيراً إلى عمق ارتباطه بالوطن، حيث اشترى العلم السوري الجديد لأول مرة في حياته ليضعه في مكتبه ومنزله، تعبيراً عن حبه لوطنه وانتظاره ليوم التحرير ليتمكن من تقديم المساعدة لبلده، مؤكداً على استعداد غرفة التجارة العربية النمساوية لتقديم كل أشكال الدعم والأفكار التي تساهم في نهضة الاقتصاد السوري، مشيرا إلى أن رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا بات قريباً، خاصة مع وجود بنوك غير مرتبطة بالولايات المتحدة يمكنها دعم العمليات التجارية والمالية، كما شدد على ضرورة وضع رؤية اقتصادية لسوريا حتى عام 2040، أسوة بتجارب ناجحة في السعودية والإمارات والكويت وقطر.
بدوره، طرح السيد مضر خوجة فكرة إقامة مؤتمر اقتصادي نمساوي – سوري في دمشق، بمشاركة شركات عالمية ونمساوية وعربية مستعدة للاستثمار في سوريا، وأكد على أهمية دور غرف التجارة في تحريك عجلة الاقتصاد، مشيراً إلى ضرورة العمل الفوري على إزالة العقوبات الاقتصادية عبر الضغط السياسي المكثف، مع الإشارة إلى أن النمسا ستلعب دوراً رئيسياً في هذه الجهود، كما تحدث عن أهمية فتح آفاق التعاون البنكي لتمكين الشركات المهتمة بالتعامل مع السوق السورية.
كما أثنى السيد محمد الحلاق على فكرة المؤتمر، مؤكداً على ضرورة التحضير الأمثل له لضمان تحقيق نتائج إيجابية، وأشار إلى أنّ إعادة إعمار سوريا مسؤولية السوريين أنفسهم، وأن هذا مطلب ملحّ لجميع أبناء الوطن، موضحاً إلى أن دول الاتحاد الأوروبي ترغب برفع العقوبات عن سوريا، لكن التخوف من رد الفعل الأمريكي يعيق هذه الخطوة.
من جانبه أشاد السيد إياد بطل باختيار غرفة تجارة دمشق كمحطة أولى لزيارة الوفد، مشيراً إلى نجاح السوريين في بناء إمبراطوريات اقتصادية خارج سوريا، مما يعزز قدرتهم على إعادة إعمار وطنهم دون الحاجة إلى قروض خارجية تثقل كاهل الاقتصاد الوطني.
من جهته، شدد السيد سامر قطب على أهمية مشاركة الدول العربية والأوروبية في إعادة إعمار سوريا، مع الإشارة إلى الدور البارز للجالية السورية في النمسا التي تُعد نموذجاً ناجحاً وعريقاً ولديها القدرة في دعم الاقتصاد الوطني.
وقدم الدكتور عامر خربطلي مدير الغرفة قراءة اقتصادية، مُبيناً أن سوريا تمتلك قدرة إنتاجية محلية تصل إلى حوالي 180 مليار دولار، لكن ما يتم إنتاجه فعلياً لا يتجاوز 8 مليارات دولار، مما يستدعي تفعيل الإنتاج المحلي وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة، كما أكد على أن القرارات الاقتصادية الكبرى في سوريا ستتبلور مع تشكيل الحكومة الجديدة خلال الأيام المقبلة.
في ختام الزيارة، قام الوفد بجولة في أقسام غرفة تجارة دمشق، حيث اطلعوا على تاريخها العريق الموثق بالصور والكتب القديمة، مؤكدين على أهمية تعزيز الشراكات الاقتصادية للنهوض بسوريا نحو مستقبل واعد.